:::: حج وحاجة وتحاجون ::::
ابنائي وتلاميذي
أحبائي وأصدقائي
تحية طيبة مباركة وأما بعد فأقول
ينفق المتأسلمون من أتباع البخاري ومسلم وممن يظنون أنفسهم على هدى من أمرهم وهم يحجون ألى مايسمونه ببيت الله ( وكأن الله له بيت يبات فيه !! ) ملاين الدولارات والتي لو أنفقوها على اعمار مساجد الله ( الإنسان هو مسجد الله كما شرحت سابقا ) لكانت لهم مثابة في الدنيا والاخرة ومن أعمارهم لحياة هؤلاء الأطفال الذين يموتون جوعا في سوريا والعراق وفي الكثير من بقاع الأرض.
نعم
هؤلاء هم شر البرية
هؤلاء هم الوثنيين البعيدين كل البعد عن روح القرآن...
فحجهم وثني, وصلاتهم مكاء وتصدية, ومالهم حرام على الانسانية وحلال على الشيطان , وليس لهم من عقيدتهم سوى الضلال بما تعلموه من شيوخ أرهابهم السلفي..
وعليه
ولكي ندرك الحج القرآني فعلينا أولا أن ندرك جذره الثلاثي المفتوح والمعنى المقصود منه لنستطيع فهم المصطلح في كل مواقع القران الكريم فأقول:
إن مصطلح "حج" و "حجة" و "حاجك" و "حاجوك" و "يحاجوكم" و "تحاجون" و "تحاجوننا" و "حاججتم" و "حجتنا" جميعها من معنى ( الحاجة ) ومن جذرها القراني المفتوح ( ح ا ج ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى والذي جعل الكون كله بحاجة أليه فهو حاجتنا ولاحاجة لنا سواه.
نعم
فحاجَ الشيء أي جعله بحاجة له...
ومن هنا جاء قوله عز من قائل:
((( الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين )))
فحاج أبراهيم في ربه أي طلبه بحاجة ( السؤال حاجة تحتاج الى جواب ) وبحيث وجب على أبراهيم أن يجيبه على هذه الحاجة...
فالحاج هوا من يجيب خصمه أو طالبه ألى حاجته فيكون قد حجه بالحجة والمنطق والبرهان وكما هوا واضح مع ذلك الذي حاج إبراهيم في ربه ومن أن حاجته كانت بأن يجيبه على سؤاله...
وأما الحاجة في القران الكريم فتعود على من كان بحاجة ألى جواب..
اذا
فالحاج هو المعطي او المجيب , والحاجة هي مايطلبها صاحب الحاجة من الذي حاجهُ..
وأما وأن سالت الاعراب عن الحاج والحاجة لقالوا لك وبكل صفاقة بأن الحاج هو الذكر الذي يذهب ألى كومة حجارتهم بمكة ويطوف حولها وبأن الحاجة هي الأنثى وينسون قوله عز من قائل:
((( والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )))
فهل ترى هنا بأن المؤمنين من الانصار لم يكن في صدرهم حاجة يسألونها لمن جاء أليهم مهاجرا من المؤمنين لأنهم ليسوا بحاجة ألى حجة تقنعهم بهذا الدين فهم أصلا مؤمنين؟
اذا
فالحاج مصطلح يعود على صاحب الجواب , وأم الحاجة فتعود على صاحب السؤال الذي قضيت له حاجته وبحيث أن هذين المصطبحين ( الحاج والحاجة ) لاعلقة لهما بالذكر والانثى من قريب أو بعيد..
وعليه
فإن ابراهيم كان حاجاً لأنه هو من أجاب صاحب السؤال على سؤاله وفرض عليه المنطق السليم والبرهان القاطع وعندما قال له ( فان الله بأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب ).
فإبراهيم كان حاجاً لبيت الله لأنه يتلقى العون من الله ومن أيمانه بالله وبحيث يستطيع وبدوه أن يحاجج الناس في حاجتهم ويجيبهم عليها..
والأن
تفضلوا وأجيبوني حول هؤلاء الوثنين الذي يطوفون حول كومة من الحجارة ويتسلقون ذاك الجبل المسمى بعرفات لأتمام شعائرهم الوثنية وهل فيها شيء من الحج والمحاججة والحاجة ألآ اذا قلنا بأنهم يحاججون الحجارة في منطقها الأصم ويطلبون منها أن تجيبهم على حاجتهم؟
فهل ستجيبهم هذه الحجارة؟
بالطبع لا
فالحج والمحاججة لايكون سوى بين كأئنين عاقلين وبحيث يكون أحدهما بحاجة الى الاخر بين سائل ومجيب..
وأما وان كنا بحاجة الى الله سبحانه وتعالى ليجيبنا على حاجتنا فإن الله موجود في كل مكان واقرب ألينا من حبل الوريد...
فلماذا تذهبون إليه ألى مكة؟
ومن الذي قال لكم بأن الله موجود في مكة؟
والأن
دعونا ننظر لهذا الموضوع من جهة أخرى ومن خلال عرضنا لتالية كريمة أخرى جاءت على ذكر كلمة الحج مقرونة بكلمة "شهر" لنبحث فيها ونقول:
((( الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب )))
ونلاحظ هنا بأن التالية الكريمة توضح لنا بأن الحج عبارة عن أشهر معلومات!!
وعلى حين أننا نعلم بأن الحج ( المتعارف عليه عند اتباع البخاري ) عبارة عن خمس أيام فقط وليس بأشهر كثيرة أو حتى شهر واحد على أقل تقدير!!!
فهل هم يخالفون القرآن حتى في عدد الأشهر؟؟
فالتالية الكريمة تقول بأن الحج أشهر "بالجمع" وليس شهر واحد حتى!!
أي أن مدته الزمنية من المفروض لها أن تتراوح بين شهرين وما فوق لأن كلمة "أشهر" تفيد الجمع ( أشهر وليس شهر ) .....
بينما نرى بأن المتأسلمين من عبدة البخاري ومسلم يذهبون الى حجهم الوثني في أيام معدودة فقط !!!
فكيف يقول القرآن بأن الحج "أشهر معلومات" وبحيث يفيد الجمع و بأنه يتراوح بين شهرين وما فوق وعلى حين أن حج المتأسلمين من اتباع البخاري ومسلم لا يتجاوز الخمسة أيام؟؟
فهل هذا معناه بأن الوصف القرآني للحج - ومن أنه أشهر معلومات - هو وصف خاطئ وبحيث تفضل علينا اصحاب البخاري ومسلم وصححوا لنا خطأ قرآننا وجعلوا الحج خنسة أيام؟؟
أم أننا نستطيع أن نقول بأن الحج المتعارف عليه عند المتأسلمين - الذي يأخذ مدة زمنية لا تتجاوز آل 5 أيام - هو الحج الخاطئ لأنه لا يتوافق زمنيا مع الحج القرآني والذي هو أشهر معلومات وليس آيام معلومات؟
من كل بد نقول بأن المتأسلمين البخاريين على خطأ من أمرهم وبأن القرآن الكريم على صواب من امره لأنه كلام المولى تبارك وتعالى الذي لا يخطئ....
وعليه
فلو وصلك طرحي أخي القارئ الكريم ومن أن الحج عبارة عن مصطلح قرآني يقصد به الحوار الفكري مع المختلفين معنا ومن خلال إثبات صحة أطروحاتنا بالحجة المقنعة والبرهان السليم لذهب عنك هذا اللبس الذي وقع به أهل الحديث ووجدت معي التالي:
1- الحج : هو محاجة الخصم الذي يحتاج ألى جواب ومن خلال العالم والمنطق والبرهان وبحيث أعطيه حاجته فأكون قد حججته..
2- اشهر معلومات: وهو إشهارك لما معك من معلوماتك ونشرك لها على الملاء بأن تشهرها على الجميع ...
3- لا فسوق ولا جدل في الحج: من أراد أن يكون حاج عليه أن يتحلى بالصدق وبحسن الأخلاق في الحوار لأن الحج خاص بأصحاب العلم والحجة البالغة وهو للمتمكن فيه فقط ( فليس الجميع مؤهلا للحج والمحاججة ) وبحيث يستطيع أن يحاجج الناس عندما يفرض الحج أو يدعونا الداعية له...
فلسنا جميعنا قادرين على الحج والمحاججة لأن قضاء الحاجات له أهله من الحجاج المختصون به...
ولهذا يقول عز من قائل ( من إستطاع إليه سبيلا ) لأننا لسنا جميعنا مؤهلين للحج كون من يستطيع الوصول له هم الحجاج العلماء بأصول المحاججة فقط...
فالحج إشهار معلومات....
ولسنا جميعنا أصحاب معلومات لكي نشهرها أو نحاجج بها فلكل حج أهله وناسه..
فلا أستطيع أنا - وعلى سبيل المثال - أن أحاجج فيزيائيا في معلوماته حول علوم الفيزياء لأنه مختص في علم الفيزياء وله في هذا المجال باع طويل من العلم وبحيث تكون حجته ومنطقه أبلغ من حجتي في مجال علمه...
وعليه
اذهبوا وتعلموا دينكم وقرأنكم بشكل افضل وكفاكم من هذا الدين الوثني الذي وضعه لكم اسلافكم من الاعراب الامويين والعباسيين الذين تسيرون على خطاهم الوثنية لأن القرآن الكريم أبعد مايكون عن وثنيتكم وعقائدكم..
ووفروا أموالكم للفقراء والمشردين والمحتاجين والمهجرين من شعوب الارض المتعبة والمجهدة لأنهم مساجد الله التي وجب علينا أعمارها..
فلا بارك الله لكم في هذا الذي تسمونه حجاً وهوا في واقع الأمر فجاً عميقا للشيطان فيكم ويعلمكم من خلاله سفك الدماء و اهدار الأنسانية وكرامتها و قتل السلام.
محمد فادي الحفار
16/3/2016